التخطي إلى المحتوى الرئيسي

فنتشكيليfantashkili: تاهيتي من غير غوغان مجرد صخرة بركانية|Les Beaux-Arts




معظم لوحات غوغان التي تصل اليوم أثمانها إلى مئات الملايين من الدولارات تحمل بطريقة أو بأخرى اسم تاهيتي فهي رسمت أصلا هناك، وهو ما يفسّر سبب شهرة تلك الجزيرة.
حين يخترع الرسام جزيرة
تاهيتي بعيدة. لذلك لا تمكن زيارتها بيسر. ليس على المرء سوى أن يخترع سببا للقيام بتلك الزيارة من أجل أن يفهم خفايا نفسه. هناك شيء عبثي دفع بول غوغان للقيام بمغامرته. الهارب من باريس إلى جزر البولينيز التي صارت فرنسية منذ أعوام قليلة كان يبحث عن إلهام جمالي مختلف.

الفردوس على الناصية الأخرى
لا فرنسا صنعت من تاهيتي جنة أرضية ولا تاهيتي نفسها يمكنها أن تكون كذلك. غوغان هو الذي صنع خيالا سياحيا لتلك الجزيرة النائية. مثلما ألهمته تاهيتي رسومه التي تتسابق المتاحف على اقتنائها بملايين الدولارات فقد وضعها على الخريطة السياحية.
يذهب السائحون إليها اليوم مزوّدين بخيال الرسام الفرنسي الذي فر من آرل بعد لقائه صديقه فنسنت فان غوخ في المنزل الأصفر وكان لقاء عنيفا.
لقد خطط الاثنان لطيّ صفحة المدرسة الانطباعية في الرسم. فارقا سوية الانطباعية وكان عليهما أن يغادرا باريس إلى مكان آخر.
ولأن فنسنت قد اختار آرل مكانا لخلوته الفنية فقد التحق به صديقه غوغان ليكون ضيفا على المنزل الأصفر غير أن ذلك اللقاء انتهى بشجار أدى إلى أن يقطع فنسنت أذنه.
في الفيلم الشهير يؤدي أنطوني كوين دور بول غوغان. كوين في الفيلم لم يذهب إلى تاهيتي. وحده الروائي البيروفي ماريو فارغاس يوسا استطاع أن يتبع خط غوغان في روايته “الفردوس على الناصية الأخرى”.
لا أحد قُدّر له أن يكشف عن مدينة غوغان الفاضلة مثلما فعل يوسا.
يترك غوغان وظيفته في سوق الأوراق المالية ويترك زوجته وأولاده ليذهب إلى آخر الأرض. أكان كل ذلك من أجل الرسم؟ لا شيء من الواقع. غير أن خيال الحقيقة يؤكد أن رساما فرنسيا كان مغمورا قد صنع خرافة جزيرة، هي اليوم مقصد سياحي يسعى الكثيرون إلى الوصول إليها من أجل تتبع خطى الرسام العظيم الذي عاش فيها مفتونا بنسائها.

المصرفي الذي هرب إلى الرسم
عاش بول غوغان (1848-1903) حياة غير مستقرة. قضى سنوات طفولته السبع الأولى في بيرو. عاد بعدها إلى فرنسا بعد وفاة والده. هرب من المدرسة في سن السابعة عشرة ليعمل بحارا ويجوب العالم لمدة ست سنوات.
في سن الثالثة والعشرين استقر في باريس وعمل في سوق الأوراق المالية وتزوّج من فتاة دنماركية أنجب منها خمسة أبناء. أثناء ذلك كان يمارس الرسم في أوقات الفراغ، تعرّف يومها على كاميل بيسارو الذي عرفه على بول سيزان وصار يرافقهما في رحلات الرسم الخلوية. في سن الخامسة والثلاثين ترك وظيفته ليتفرغ للرسم فانهارت عائلته بسبب إفلاسه. بقي وحيدا في باريس فيما ذهبت زوجته مع أبنائهما إلى الدنمارك.
لم ترحب به باريس رساما فرحل إلى بنما عام 1886 ليعود منها مفلسا. عام 1888 رافق صديقه فنسنت في الإقامة بالبيت الأصفر في آرل، جنوب فرنسا. رسما معا ورسم أحدهما الآخر وبسبب مزاجيهما المتمردين دخلا في مشكلات لم يجد غوغان حلا لها سوى بالرحيل إلى آخر الأرض، ليعيش هناك الحياة البوهيمية التي لطالما حلم بها.
كل السحر الذي ينطوي عليه جمال الجزيرة الطبيعي والذي يتجلى في بحرها وحقولها وجبالها وفضائها الأزرق المفتوح لا يمكن أن يكون هو السبب الوحيد لإقبال السائحين عليها، فهي بعيدة عن العالم المتحضر، هناك جزر وسواحل كثيرة قريبة تنافسها بالجمال وقد تتفوق عليها

استقر في جزيرة تاهيتي ليموت هناك في سن الخامسة والخمسين. غوغان الذي نعرفه رساما شهيرا اليوم هو نتاج تلك السنوات التي عاشها قريبا من الطبيعة كائنا فطريا وجد في الرسم وسيلة للتعبير عن إنسانيته التي أعاد جمال نساء تاهيتي صياغتها بطريقة لا يمكن تخيل وقوعها في باريس. لقد وهبته تاهيتي حياة عاشها بعمق فكان فنه مرآة لسعادته.
تاهيتي قبل غوغان وبعده هي جزيرتان مختلفتان تماما. اليوم لا يمكن الاكتفاء من أجل التعريف بالجزيرة بالقول إن تاهيتي تقع في المحيط الهادي ويبلغ عدد سكانها 180 ألف نسمة، معظمهم من البولينيزيين الذين هاجر أجدادهم من آسيا منذ مئات السنين وهناك أقليتان أوروبية وصينية. وبالرغم من أن الأرض البركانية قد وهبت تاهيتي أرضا خصبة لزراعة أشجار الموز وجوز الهند والببايه فإن معظم سكان الجزيرة يعمل في قطاع السياحة. هناك شيء عظيم ناقص في ذلك التعريف.
كذلك فإن كل السحر الذي ينطوي عليه جمال الجزيرة الطبيعي والذي يتجلّى في بحرها وحقولها وجبالها وفضائها الأزرق المفتوح لا يمكن أن يكون هو السبب الوحيد لإقبال السائحين عليها، فهي بعيدة عن العالم المتحضر. هناك جزر وسواحل كثيرة قريبة تنافسها بالجمال وقد تتفوق عليها.
يشعر المرء بالفضول فيذهب إلى نهاية العالم. سرّ ذلك الفضول يكمن في غوغان. فما لم يضف اسم ذلك الرسام الفرنسي إلى اسم الجزيرة فإن تاهيتي تظل عبارة عن صخرة بركانية منسية في جنوب البحر الهادئ.
وما لم تمرّ نساء تاهيتي اللواتي رسمهن غوغان بشغف نادر من نوعه في خيال المرء فإنه لن يتكبّد عناء السفر الطويل من أجل أن يرى أشجار جوز الهند مثلا.
مزيج من مواد مختلفة، صلبة وسائلة وغازية، توصل إلى اختراعها رجل وجد في الواقع البدائي نهاية القرن التاسع عشر مرآة لحلمه بنوع مختلف من الحياة المترفة.
لم يكن غوغان يملك شيئا غير أنه لم يكن فقيرا. لقد عثر هناك على نفسه.
حين نعرف أن معظم لوحات غوغان التي تصل اليوم أثمانها إن عرضت للبيع إلى مئات الملايين من الدولارات تحمل بطريقة أو بأخرى اسم تاهيتي فهي رسمت هناك يمكننا أن ندرك سبب شهرة تلك الجزيرة. كان غوغان يوم رسم تلك اللوحات هاربا من أوروبا. بالتحديد من قيم الجمال المتاحة أوروبيا وكان بطبيعته مغامرا غير أن ولعه بالرسم زاد من نسبة رغبته في الذهاب إلى أقصى ما يمكن أن تصل إليه روح المغامرة. فكانت تاهيتي المنطقة العذراء التي التقى الرسم فيها بالحياة، ليشكّلا قوة ضاربة لكل ما لم يكن غوغان مقتنعا به من أساليب العيش والرسم معا.
سيرة غوغان الحقيقية باعتباره رساما تبدأ في تاهيتي التي صارت لا تذكر في ما بعد إلا ويتقدم سيرتها اسم الرسام الفرنسي الذي جعل منها مفردة عالمية في القاموس الثقافي.

غوغان هو الذي صنع خيالا سياحيا لتلك الجزيرة النائية. مثلما ألهمته تاهيتي رسومه التي تتسابق المتاحف على اقتنائها بملايين الدولارات فقد وضعها على الخارطة السياحية

يُخيّل إلى كل من يذهب إلى تاهيتي أنه سيعيش مثل غوغان. وهو أمر يمكن التغاضي عنه لأسباب سياحية. ذلك لأن كل شيء قد تغيّر.
كان غوغان قد عاش نهاية القرن التاسع عشر حياة بدائية هي حلمه. عاشر نساء لم يكن يفهم لغتهن ورسمهُنّ كما لو أنهن آلهات الأولمب.
كان يجلس على الشاطئ في انتظار البريد القادم من فرنسا لا لكي يعرف شيئا عن الأثر الذي أحدثته لوحاته التي أرسلها من أجل العرض هناك بل من أجل أن يستلم ما يمكن أن يصله من أموال بعد بيعها. لم يتسنّ لغوغان معرفة الأثر العظيم الذي أحدثته لوحاته في الأوساط الفنية الفرنسية. كان رسامو المدرسة الوحشية قد وجدوا فيه رمزا ملهما وكان غيابه يضفي الكثير من الهيبة على تلك الرمزية التي كانت صناعة أوروبية بامتياز. لقد تحول غوغان إلى أيقونة فنية من غير أن يدري.

يوميات تصنع جزيرة
تاهيتي التي قدمها غوغان فنيا لا تزال معجزته. وهي معجزة تكشف عن حجم تأثير الفن في حياة الناس العاديين. لا أحد يفكر اليوم بشقاء غوغان وهو يعيش حياة بدائية. سعادة غوغان تكاد تكون هي العنوان السياحي للترويج لجمال تلك الجزيرة. سيُقال “لو لم تكن الجزيرة جميلة لما أنتج غوغان كل ذلك الجمال” وهو أمر يخضع للكثير من الجدل. ذلك لأن غوغان وهو الذي تدرب على أيدي الانطباعيين الفرنسيين الكبار لم يرسم من الجزيرة سوى نسائها، فكان كمَن يكتب يوميات جسده وهو يتعرّف على أنوثة مختلفة.
رسم غوغان في تاهيتي حياته كما عاشها في بيته البدائي الصغير. تلك الحياة ستكون بعد سنوات عنوانا لجزيرة اسمها تاهيتي.



نُشِرَتْ هذا المقال سابقاً في صحيفة
العرب
أول صحيفة عربية يومية تأسست في لندن 
1977
بقلم: فاروق يوسف

تقدمة
فنتشكيليFANTASHKILI
LES BEAUX-ARTS

وديع عطفة
مهى حمّاض


مازن عرابي


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فنتشكيليfantashkili: الوجوديّة في أعمال التشكيلي سامر اسماعيل "نبذة"

ولد الفنان التشكيلي سامر اسماعيل في مدينة مصياف عام 1966. ـ عضو نادي التصوير الضوئي ـ عضو اتحاد التشكيليين السوريين . يكتب   في مجال النقد التشكيلي والصورة ،وله العديد من المقالات والأبحاث المنشورة في الصحافة المحلية والعربية.   صدر له: كتاب  (1)بقع لونية طباعة لونية(1) معارض فردية : 2010  معرض الخريف السنوي لفناني القطر. 2010 معرض  في /ناي آرت كافيه في اللاذقية. 2008 معرض فردي في صالة الخانجي في حلب. 2007 معرض فردي في المركز الثقافي العربي في مدريد. 2006 – معرض فردي في صالة عالبال في دمشق. 2004 – معرض فردي في صالة كاريزما في الكويت. 2003 – معرض فردي في الكادي هارس في اسبانيا. 2001 – معرض فردي في مدينة ليون ، فرنسا برعاية بلدية ليون. 1999 – معرض فردي ، لوحات بالابيض والاسود مستمد من قصائد الشاعر الراحل رياض الصالح الحسين. 1993 – معرض فردي في صالة الخانجي في حلب. 1991 – معرض فردي في صالة شيزر حماه. 1990 – معرض فردي في المركز الثقافي العربي في مصياف. 1986 . معرض في المركز الثقافي العربي في مص...

فنتشكيليfantashkili: الفنان التشكيلي غطفان حبيب "نبذة"

الفنان السوري غطفان حبيب ولد الفنان التشكيلي غطفان حبيب في مدينة اللاذقية، في عام 1976.   حاصل على: -دكتوراه في الفنون الجميلة – قسم التصوير- جامعة دمشق  2015. (عنوان البحث: تطور مفهوم الرسوم الفنية إلى الكتابة الصورية في الحضارات الرافدية القديمة وتوظيفها في اللوحة التصويرية). -ماجستير في إدارة الأعمال- الجامعة الافتراضية السورية  2014. (عنوان البحث: أثر الصورة البصرية على القيمة المدركة للإعلان). -ماجستير في الفنون الجميلة- قسم التصوير- جامعة دمشق  2009 (عنوان البحث: الرسوم الجدارية في الفن السوري القديم 11000-3000 عام ق.م). -دبلوم التأهيل التربوي- كلية التربية- جامعة دمشق  2002. -إجازة في الفنون الجميلة- قسم التصوير- جامعة دمشق   2000. له من المؤلفات والابحاث: -(مفهوم التجريد في الفن القديم)بحث مقدم لمجلة جامعة دمشق للعللوم الهندسية 2015 -(تطور مفهوم الصورة الفنية)بحث مقدم لمجلة جامعة دمشق للعلوم الهندسية 2015 -(الانسان كرمز في رسوم ما قبل التاريخ)بحث مقدم لمجلة جامعة دمشق للعل...

فنتشكيليfantashkili: سلفادور دالي العبقري المجنون الذي خلّد الزمن الذائب|Les Beaux-Arts

مثلما يقترن اسم شكسبير بـ”هاملت”، وجيمس جويس بـ"يوليسيس" وماركيز بـ”مئة عام من العزلة” فإن اسم سلفادور دالي يكاد يتماهى بلوحة “إصرار الذاكرة” التي أنجزها عام 1931 ، وذاع صيتها بين محبّي الفن التشكيلي ومريديه. وسوف يُكتب لها البقاء طويلا في الذاكرة الجمعية لأنها تعالج هاجسا إنسانيا يتجدّد على مرّ الزمان. لوحة “إصرار الذاكرة” تمثل العمل الفني الأكثر هيمنة في تجربة سلفادور دالي الإبداعية ليس من جهة غرابته فحسب، وإنما من جهة توظيفه للعالم السريالي أو “الفوق واقعي” الذي ينزاح من لا وعيه أو لا شعوره، حينما يغفل الحارس غير الأمين الذي يُفترض أن يكون يقظا عند البوابة التي تفصل الوعي عن اللاوعي أو الشعور عن اللاشعور، فتتسرّب الصور الفنتازية الغريبة التي يندر أن تجد لها مثيلا على أرض الواقع الذي نعيشه ونتمثلّه كل يوم. لا بدّ من الإشارة إلى أن دالي كان طفلا مدللا لا تعوزه المادة ولا ينقصه الثراء، وكان يتردّد كثيرا على متحف “ديل برادو” ويتأمل طويلا أعمال فلاسكيز وغويا وسواهما من الفنانين الكبار، وحينما يعود إلى منزله كان يستغرق في رسم أعمال تكعيبية أثارت اهتمام الناس من حوله....

فنتشكيليfantashkili: الياس زيّات رائد من رواد الحداثة التشكيليّة السوريّة "نبذة"

  ولد التشكيليّ الياس زيّات في دمشق، سورية لعام 1935. 1960ـ تخرج من أكاديمية الفنون الجميلة في صوفيا ـ بلغاريا / قسم التصوير الزيتي. 1961ـ دراسات إضافية بكلية الفنون الجميلة في القاهرة. 1974ـ دراسات إضافية في أكاديمية الفنون الجميلة وفي متحف الفنون التطبيقية في بودابست. درّس في المعهد العالي للفنون الجميلة بدمشق. درّس في كلية الفنون الجميلة بدمشق ما بين عامي 1980 ـ 2000.  درّس في صوفيا تقانة الفن الأيقوني والترميم. وكما شغل عدة مناصب في كلية الفنون الجميلة من بينها رئيس قسم الفنون والوكيل العلمي للكلية. أعماله مقتناة من قبل وزارة الثقافة السوريّة،  المتحف الوطني بدمشق، متحف دمّر، القصر  الجمهوري، وزارة الخارجية، معهد العالم  العربي بباريس، وضمن مجموعات خاصة. تحيّة مودّة واحترام من فنتشكيليfantashkili للفنان الياس زيّات فنتشكيليfantashkili *وديع عطفة*

فنتشكيليfantashkili: لؤي كيالي فنان عاش مرتين ومات مرتين.

ثمّة طبائع تجعل الفنّان ومعه الفيلسوف رجلًا خارج المألوف، لا بهيئته وسمْته فقط، لكن أيضًا وخصوصًا بطويّته النافرة القلقة كما بصمته أو هذره، وبأرقه ومصاحبته لليل، وبموته المأساوي أو المبكر.  في الحديث عن هذه المصائر المتكسّرة، تحضر الحياة المرتجّة للؤي كيالي. وجد كيالي ميتًا في غرفته حرقًا؛ في تلك الليلة من سبتمبر/أيلول 1978، أخذ النوم لؤي كيالي في وحدته المعتادة، لم تكن بين أحضانه رفيقة حياة كي تنزع السيجارة الملتهبة من بيد أصابعه، ولا لكي تهدّئ من روع بواطنه الفوّارة. صانع المكانس  انتشرتْ النار في جسده الملتهب سلفًا بحرقة الأسئلة الوجودية وبالكآبة القاتلة. في المستشفى لم يمهلْه الموت أكثر من ثلاثة أشهر. ولأن عائلته كانت دومًا وراء اتهامه بالجنون، ووراء إدخاله مستشفيات الأمراض العقلية والعصبية، فقد سرت الإشاعة أن الفنان المتقلّب المزاج و"الغريب الأطوار" قد انتحر. والحال أنه أكّد لأصدقائه القلّة المقربين أنه لم يقدم أبدًا على الانتحار.   ربما كانت في لاوعيه تلك الرغبة، التي عشّشت في بواطنه من غير أن يكون قادرًا على اقتلاعها. بيد أن...

فنتشكيليfantashkili: مائيّات عماد جروا.

الفنان التشكيلي عماد جروا من أعماله: (1) (2) (3) (4) (5) تحيّة للفنان عماد جروا من موقع فنتشكيليfantashkili *وديع عطفة*

فنتشكيليfantashkili: غسان النعنع يهتم بروحانية الأشياء و يعتمد على خياله (غايته الإنسان كقيمة عليا) | بقلم غازي عانا.

إن علاقة التشكيلي غسان النعنع بلوحته أكثر ما تظهر في اللون وطريقة معالجاته وصياغاته الخاصة به  التي تستقر باتفاق وتناغم مدهش على سطح اللوحة المتصالح مع جميع عناصرها ومقومات نهوضها، وهذا برأيي ما ميـّز تلك التجربة الهامة في التصوير عن غيرها من التجارب الحاضرة والموازية لها هي أيضاً من حيث الأهمية والحضور في المشهد التشكيلي السوري، كما أن علاقة التشكيلي باللون كمصوّر مرتبطة هي أيضاً بالموسيقى، فلا بدّ للمتابع ليوميات التشكيلي في المرسم أن يكتشف تلك العلاقة الجدلية بين ما يصوره وبين ما يسمعه من الموسيقى التي تواكب تطبّقات ألوانه التي تستقر تباعاً على سطح اللوحة بإيقاعاتها وتداخل تلك التونات مع بعضها بفواصل تتقاطع مع النوتة وأشكال الإشارات وأزمنتها في الموسيقى، وهي هنا متباينة نسبياً بحيث نلاحظ توضـّعها بالنهاية على شكل مستويات تجعل المشهد يبدو سديمياً وينزاح باتجاهٍ أقرب إلى الانطباعية وأحياناً إلى الرومانسية دون التخلّي عن الواقعية كإسناد. تعكس لوحة غسان النعنع - المصور المتمكّن من أدواته والمواد التي خبرها جيداً منذ كان طالباً في كلية الفنون الجميلة بدمشق قبل حوال...

فنتشكيليfantashkili: الفنان التشكيلي السوري نزار الحطّاب.

  يصعبُ على اي مؤرخ ان يضع خطوط عريضة عن الفن التشكيلي في حلب دون الاشارة الى الفنان نزار حطاب. وكيف يشرح المؤرخ عن فصول الحداثة والتطور التشكيلي في مدينة الشهباء ان لم يقف عند مراحل الفنان حطاب. لقد ابتعد عن الطبيعة ليجعل من لوحاته عملية تحليل اجتماعي, كي يجعل من تصميماته عمليات التحليل الفكري ويتبعها بطابع الاحساس الملتزم, واقعي في المشاعر الروحية, يُنضج لوحات بالوان فوبية, ويكسيها بإحساس تعبيري, ويقدمها بإطار الرمزية.. له حوار ذاتي بين الوجوه وبين الفكرة. بين الظاهر وبين الداخل. حوار يحمل مظاهر الاسى ولم يجد جواب مريح. فيعود ليُعلل نفسه في أمال بعيدة المدى. صوت الكمنجة لا يصل لكل من يرغب, لأنه يعرف ان صوت الطبول لاتسمح بأن تتمتع الارواح بصوت البلابل.  الفنان نزار لم يخشى صعوبات المجهول, ولم يخشى اي عائق في اختيار انواع الحداثة, ولهذا لكل لوحة من منجزات الفنان تحكي عن قصة مختلفة, والبعض منها تُعبر عن مسرحيات فيها من الفرح والامل, واخرى فيها من المأساة والالم, . لوحات لم تفقد ملامح التحكم على الهيكل والمضمون. ايضا لم تنسى منجزاته حوادث الالم المجاور, ومشاعر المظاه...

فنتشكيليfantashkili: سعيد تحسين، الأستاذ الذي اختصر الألم والفرح باللون|Les Beaux-Arts

ما من مراجع تقف حقيقةً على سيرة سعيد تحسين ، باستثناء 2500 لوحة تركها لنا تناثرت في أرجاء العالم، وبالكاد يمكننا أن نشاهد العشرات من أعماله في الوقت الحاضر، وهي خسارة كبيرة أنّ صور عن هذه الأعمال ليست موجودة لدينا، وهذا ما أسميه ضياع الكنز. الأعمال المتبقية، تعطي صورة قوية وواضحة عن فنان منحته الحياة جذوة الفن، فكانت اللوحة التي صورت الألم والفرح وتفاصيل الحياة الشعبية والسياسية الوطنية والقومية، فهو لم يكن عبر الرسم يتسلى برسم المنظر كحال العديد غيره ممن عاصروه ولم يكن ممن شغله أن يشار إليه بصفة فنان، وهذا نراه يتجسد في أعماله وغزارة إنتاجه الثري والنوعي، كما يتجلى بمقدرته الفذة على رسم التفاصيل والحشود، ولنا أن نتذكر بدايات تعلمه الرسم في سوق الحرير على أيدي العارفين بفن الرسم آنذاك ومدى ضرورة امتلاك الحرفة ولو بفطريتها، ما جعله يرى في قماش اللوحة لاحقاً مساحة ليس لإشغالها باللون بقدر ما كانت هذه المساحات مشغولة بفلسفة ووعي، فشغلته قضايا فكرية ووجودية وفلسفية، منها الإيمان والخير والشر والجنة والنار والعدالة وكثير من هذه المفاهيم، فعبّر عنها بالرسم، ولم يكن في يوم تسجيلياً با...

فنتشكيليfantashkili: السريالي زورو متيني: أنا احمل وطني في خيالي وارسمه والأجانب يحسبونني غريباً.

ولد  الفنان السريالي  زورو متيني    عام 1949 في مدينة عامودا في جنوب غرب كردستان ، درس  في اكاديمية الفن عام 1976 ، ومنذ ذلك الوقت لغاية اليوم يعيش في المانيا ، وقد اقام العديد من المعارض في بلاد شتى مثل ( بيروت ، لندن، لوزان، زيورخ، مالمو، مونشن، و برلين)واكمل  دراسته الفنية على يد البرفسور ف. كرزيميك و البرفسور ي.رويتر ، وحول نشاطاته واعماله كتب عنه العديد من الاخبار والمقالات في الصحف  والمجلات الالمانية . ومن الواضح ان الفنان زورو كان محباً للحرية منذ صغره ، وكان يريد ان يطلق العنان لخياله ، ويعرف شخصيته في عالم فانتازي مختلف، احوال المجتمع الديني والسياسي دفعوه الى استعمال الحوادث الحقيقية ، في حياته مثل رموز لعالمه الخيالي ، مثل الدادائية والسريالية ، وكان يرغب في خلق فجوه بينه وبين الحقيقة ، من اجل هذا ظهر تأثير الفن السريالي بشكل جلي في اعماله وحتى على شخصيته التي اصبحت عالمه وهويته، زورو المبتسم وخفيف الدم،  تجاربه عالم سيريالي، قسمها ما بين الدراما والموسيقا واللوحات الفنية . ويعرض تلك الاقسام جميعاً في معرض...