التخطي إلى المحتوى الرئيسي

فنتشكيليfantashkili: غسان النعنع يهتم بروحانية الأشياء و يعتمد على خياله (غايته الإنسان كقيمة عليا) | بقلم غازي عانا.







إن علاقة التشكيلي غسان النعنع بلوحته أكثر ما تظهر في اللون وطريقة معالجاته وصياغاته الخاصة به 
التي تستقر باتفاق وتناغم مدهش على سطح اللوحة المتصالح مع جميع عناصرها ومقومات نهوضها، وهذا برأيي ما ميـّز تلك التجربة الهامة في التصوير عن غيرها من التجارب الحاضرة والموازية لها هي أيضاً من حيث الأهمية والحضور في المشهد التشكيلي السوري، كما أن علاقة التشكيلي باللون كمصوّر مرتبطة هي أيضاً بالموسيقى، فلا بدّ للمتابع ليوميات التشكيلي في المرسم أن يكتشف تلك العلاقة الجدلية بين ما يصوره وبين ما يسمعه من الموسيقى التي تواكب تطبّقات ألوانه التي تستقر تباعاً على سطح اللوحة بإيقاعاتها وتداخل تلك التونات مع بعضها بفواصل تتقاطع مع النوتة وأشكال الإشارات وأزمنتها في الموسيقى، وهي هنا متباينة نسبياً بحيث نلاحظ توضـّعها بالنهاية على شكل مستويات تجعل المشهد يبدو سديمياً وينزاح باتجاهٍ أقرب إلى الانطباعية وأحياناً إلى الرومانسية دون التخلّي عن الواقعية كإسناد.

تعكس لوحة غسان النعنع - المصور المتمكّن من أدواته والمواد التي خبرها جيداً منذ كان طالباً في كلية الفنون الجميلة بدمشق قبل حوالي الثلاثة عقود من اليوم - تعكس تلك الخبرة والمهارة التي ظهرت في مشروع تخرجه «العمال المنتظرون على الأرصفة» في قسم التصوير 1978، حتى حفظ بعض لوحات التخرج العديد من الأصدقاء والزملاء التي بقيت في ذاكرتهم، مثلما بقي محتفظاً لنفسه ببعضها إلى اليوم في المرسم، وهذا برأيي ما أعطى التشكيلي زخماً قوياً جعل اسمه متداولاً في المشهد التشكيلي السوري ومنذ تلك الفترة التي كانت غنية وحيوية في دمشق، كما تميّزت أيضاً مجموعة فناني حمص المجتهدة والمعروفة بنشاطها إلى اليوم.

من اليمين الفنان غسان النعنع والفنان ادوارد شهدا

تعتمد تجربة التشكيلي النعنع كصياغة على الفراغ كأساس في بنائية المشهد مختزلاً مفرداته ومهتماً بالتكوين والاشتغال أكثر على المؤثـّرات وكل ما من شأنه أن يغني من خلاله سطح اللوحة الذي يعوّض من خلاله عن حركة المفردات والعناصر في النوع الآخر من الموضوعات وخاصة الملحمية التي تزدحم بالأشخاص والأشكال والطبيعة الصامتة أو لوحات الطبيعة الخلوية التي يصيغها مباشرة عن الواقع في الملتقيات الفنية داخل أو خارج سورية.


إن ما يجمع لوحات غسان النعنع على اختلاف موضوعاتها وصياغاتها تلك المجموعة من الألوان التي يستخدمها غالباً مناغماً فيما بينها بأسلوب بات يميّز طريقة اشتغاله وتفكيره وفهمه للوحته بعناصرها المختلفة بدءاً من الخطوط الأولى التي يحدّدها بالريشة والألوان بتباين تأثيراتها على السطح، إلى أن يفرش المساحة بمنظومة ألوان مختلفة يؤسّس من خلالها أرضية يثبـّت على أجزاء منها بعض المفردات التي تختفي وتعود لتظهر من جديد ربما بشكل مختلف وأكثر وضوحاً أو ثباتاً، وهكذا تدريجياً إلى أن تبدأ بالظهور بعض المعالم أو الإشارات إلى الموضوع الذي يشاركنا التشكيلي تلك الرغبة بالتعرّف عليه، رغم ضبابية المشهد ورمزيته الذي قد يصل أحياناً إلى مشارف التجريد، وخاصة في الخلفية الحاضنة لجميع التفاصيل والكائنات في المقدمة والمكتسِبة شرعيتها وقيمتها التشكيلية والجمالية من ذلك الحامل، الذي هو نفسه الفضاء الافتراضي والتجريدي لذلك الواقع المحقـّق على سطح اللوحة بأقصى حُلْميته.


غالباً ما يستدرج التشكيلي غسان النعنع الزمان الذي يفترضه إلى سطح اللوحة بشخصياته ومستلزماتهم بعد أن يهيئ لهم المكان المناسب الذي لا بدّ أن يضمّهم بحميمية، مع رائحة البخوّر والتوابل الذي تعبق به تلك الجلسات والتي أحياناً تكتفي بشخصين اثنين وبعض الموسيقى، حتى تقتصر في بعض الكوادر على الاكتفاء بشخصية واحدة، وهنا نلاحظ اجتهاد التشكيلي على خياله ومهاراته في الصياغة التقنية لونياً لإيهامنا بحيوية وتناغم عناصر اللوحة المختلفة في فضائها الذي يُغنيه بالمؤثرات البصرية والجمالية معوّضاً بذلك عن أهمية الحضور المكثّف للمفردات والأشكال التي غالباً ما تساعد التشكيلي في بناء تكوين لوحته وعمارتها ككتلة وفراغ مناسبين.
غالباً ما يهتم غسّان النعنع بتجسيد الحالات الإنسانية المرتبطة بموضوعات الحياة المتعلّقة بروح الأشياء أكثر من العادي والزائل منها، فهو ينقل الإحساس بالحالة ولحظة التعبير التي تعكس تلك المشاعر المختلفة والخاصة بكل من تلك الشخصيات في الجلسة المستديرة، أو التي تضم عازفين مع آلاتهم في فضاء يرتدّ فيه صدى الصوت قوياً، ربما من الشعور بصمت الأشياء التي تسمّرت في مكانها، نتعرّف من خلال بعض الضوء عن حركة هناك بصعوبة فلا نميّز بين الكائنات وظلّها من تداخل العناصر أو تماهيهم في ضبابية مشهدية تقّصدها التشكيلي أن تعكس بعض الحالة النفسية والفلسفية التي تغلّف شخوصه في تلك اللحظات من الرسم.



وغسان النعنع من التشكيليين القلائل الذين أخلصوا للوحتهم ولم ينقادوا لإغراءات السوق وشروطه، فبقيت لوحته وما تضمّ من عناصر قوة وأصالة لا تعكس سوى فضاء روحه وبعض حلمه، وفي هذا المعرض الأحدث له بغاليري تجليات 2011 قدم خلاصة تجربته من خلال مجموعة من اللوحات التي تجلّى فيها أكثر من أسلوب وتقنية كان اشتغل عليها خلال الثلاث سنوات الماضية وقد اشتملت تلك الأعمال على موضوعات تتضمن في جزء منها الطبيعة الصامتة، ومناظر من الطبيعية في ملتقى الملاّجة بطرطوس والتي تميّزت بطريقة الأداء وتأثير الأدوات والتكثيف الشديد لمشاهداته من خلال ضربات قوية متتالية وواثقة من فرشاة تركت وراءها بقعاً صغيرة من الألوان المتباينة بتأثيرها، مكتفية بالنهاية بما تبقى من الواقع، أو ما اختار التشكيلي منه باختزال مشهد بديع من تلك الطبيعة الغنية بجمالياتها وما تحمل من أحاسيس ومشاعر في تلك اللحظات من الفعل الإبداعي والإنشائي لعمل اللوحة.
غسان النعنع الذي أراد من معرضه هذا أن يكون وثيقة بصرية لنتاج ثلاثة أعوام من العمل والتجريب في المواد والأدوات، هو نجح بلا أدنى شكّ في تقديم ذلك من خلال مربعات آسرة من الدهشة المتضمنة كل متعة التشكيلي وحلمه وحبه وغضبه في تلك اللحظات من الفعل والانفعال التي فاضت بها معظم كوادره بشهادة الموسيقا التي كدنا نسمع رجع ترداد صداها من بين طبقات اللون وتوناته التي توافق في إيقاعاتها ذلك الزمن في النغمة، وبالتالي تناغمها مع بعضها ومع ما تبقى من الشكل وإيحاءات الخط أو الوهم الذي يحدّد نهاية الطيف اللوني وبداية آخر، وهكذا حتى نهايات اللون عند حواف اللوحة لحظة توقيع التشكيلي الذي يعلن نهاية متعته وبداية استمتاعنا.



رغم اختلاف الموضوع والتقنية أحياناً التي تراعي شروط العمل ومنظومة الألوان التي يقرّر التشكيلي العمل بها وهي غالباً الزيتية الممددة لرغبته ربما بإطالة الزمن في الصياغة على قماش اللوحة مباشرة لكثير من احتمالات المفاجأة والصدفة التي يُحتفظ بالناضج منها وإهمال معظمها من خلال عملية المزج والدّعك يلغي بعضها بإضافة أخرى وهكذا ليستقرعلى الدرجة اللونية التي يراها مناسبة لإظهار أو تحديد بعض الشكل الذي نبدأ بالتعرف عليه تدريجياً نحن والتشكيلي على السطح المرن الذي يُرجع تددات ضربات الفرشاة على القماش المشدود من أربع جهاته، وهذه مرحلة اولى لا بدّ أن تجفّ، حتى يعود التشكيلي من جديد وبما يحمل من مشاعر وأحاسيس مختلفة وما استجدّ عليه خلال هذه الفترة فيسكبه على السطح مباشرة، مضيفاً على ما استقر في اللوحة من تلك المرحلة كلّ ما تحمل تلك اللحظات الجديدة من مقومات وإشارات ومعاني يمكن من خلالها أن توثّق لحالة معينة بذاتها بما تحمل من واقعية أو ما تعكس من حلم.
إن أهمية لوحة غسان النعنع تكمن في إيهام المشاهد بسرّية إيحاها، ومن الغموض الذي يغلّف عناصر قوتها، فلا يعلن التشكيلي عن دهشته مباشرة إلاّ من خلال اللون وخصوصية الصياغة التي لا تُظهر اهتماماً بالأشخاص وما يدور في فلك جلساتهم من مواضيع قد تشغل المتلقي أحياناً، لا تلبث تلك الانشغلات أن تزول بمجرّد التمعّن بفضاءات المشهد، ما تركته تلك الأدوات الماهرة على السطح من أثر وتأثير بصري وجمالي غني بتناغماته اللونية، التي نشعر أحياناً بتصادم بعضها أو بتفاهم مجموعة تالية لتلك، تخفّف من وطئة ذلك الاختلاف من برودتها ربما في معظم الأحيان، رغم تجاورها لمنظومة حارة مسيطرة وقريبة، تُظهر من غير عناء ذلك التباين وحدة الاختلاف على حضورها الأميز في مقدمة المشهد، وهذا ما يؤكد انشغال التشكيلي أو إشغال المتلقي بتلك التنغيمات أو الغناء الذي تؤديه الألوان في مختلف مناطق اللوحة المحتفية بالنهاية باللون أولاً، أي بروحانية الأشياء، والغاية هنا الإنسان كقيمة عليا فوق كل قيمة في الحياة.



بالأسود والأبيض يكثّف غسان النعنع كل معرفته باللون واجتهاده على استحضار الضوء في الزمان والمكان المناسبين في اللوحة ليمنح عناصره نفس الميزات من الحضور في المشاهد الملونة، وهذا ما يكلّف التشكيلي عملاً مضاعفاً من الاشتغال على حساسية كل من هذين النقيضين الذين يُظهران في تلك المشاهد أقصى حالات التفاهم الممكنة على الاحتفاء بنفس الأشخاص المجتمعين في تلك الجلسات التي تبدو هانئة ورومانسية من أجوائها المفعمة بالحركة والانفعال والحب والموسيقى التي غالباً ما تضفي على تلك المشاهد معظم إيحاءاتها بالزمن الجميل والمكان الذي يهيئه التشكيلي بكثير من العناية حتى يتناغم مع مجمل ما يمكن أن ينهض باللوحة إلى مستوى من القيمة الفنية توازي تلك القيم الجمالية والروحية التي تعكسها تلك الفضاءات من غير ألوان وبعض الشكل وكثير من الحلم .
وفي النهاية لا بدّ حتى نكون منصفين أن نعترف لهذا الفنان بجدية وقيمة ما قدّمه من لوحات على اختلاف صياغاتها في هذا المعرض تجليات – 2011، وما أضاف من حيوية وأهمية للمعارض في صالات العاصمة دمشق لهذه الفترة من العام، وهذا برأيي دليل عافية يؤكد مع غيره من التشكيليين الجادين أن الحركة التشكيلي السورية ما زالت بخير ..
غسان النعنع .. تشكيلي لم تأخذ تجربته حقـّها بالاهتمام، ليبقى اسمه ما زال ضبابياً في لائحة الشهرة من التشكيليين، وهذا المعرض - لمن لم يعرفه جيداً، أو تناساه في زحمة المعارض العقود – كان بمثابة الإضاءة أو إعادة الاعتبار لفنان من الجيل الثالث ومن الصفّ الأول، وأول ما تعرّف عليه الجمهور من خلال مجموعة فناني حمص المجتهدة، وهو المتخرّج من فترة السبعينات الأكثر تالّقاً، التي انتعشت وما زالت تحفظ الجميل لفناني العقد الذي سبقها لذلك استحقت أن تكون امتداداً لها، الستينات العقد الذهبي للحركة التشكيلية السورية...



بقلم أ.غازي عانا
النحات غازي عانا:

  • ولد في طرطوس عام 1955.
  • خريج كلية الفنون الجميلة بدمشق لعام 1980.
  • مشارك بالعديد من المعارض داخل وخارج سورية.
  • عضو مؤسس ومشارك لسلسلة معارض التشكيليين الصحفيين 1998-2007.
  • شارك في الاعداد والتنظيم لعدد من التظاهرات والمعارض الفنيّة وملتقيات النحت.



فنتشكيليfantashkili


 وديع عطفة 
مازن عرابي
د.مهى حمّاض



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فنتشكيليfantashkili: الوجوديّة في أعمال التشكيلي سامر اسماعيل "نبذة"

ولد الفنان التشكيلي سامر اسماعيل في مدينة مصياف عام 1966. ـ عضو نادي التصوير الضوئي ـ عضو اتحاد التشكيليين السوريين . يكتب   في مجال النقد التشكيلي والصورة ،وله العديد من المقالات والأبحاث المنشورة في الصحافة المحلية والعربية.   صدر له: كتاب  (1)بقع لونية طباعة لونية(1) معارض فردية : 2010  معرض الخريف السنوي لفناني القطر. 2010 معرض  في /ناي آرت كافيه في اللاذقية. 2008 معرض فردي في صالة الخانجي في حلب. 2007 معرض فردي في المركز الثقافي العربي في مدريد. 2006 – معرض فردي في صالة عالبال في دمشق. 2004 – معرض فردي في صالة كاريزما في الكويت. 2003 – معرض فردي في الكادي هارس في اسبانيا. 2001 – معرض فردي في مدينة ليون ، فرنسا برعاية بلدية ليون. 1999 – معرض فردي ، لوحات بالابيض والاسود مستمد من قصائد الشاعر الراحل رياض الصالح الحسين. 1993 – معرض فردي في صالة الخانجي في حلب. 1991 – معرض فردي في صالة شيزر حماه. 1990 – معرض فردي في المركز الثقافي العربي في مصياف. 1986 . معرض في المركز الثقافي العربي في مص...

فنتشكيليfantashkili: الفنان التشكيلي غطفان حبيب "نبذة"

الفنان السوري غطفان حبيب ولد الفنان التشكيلي غطفان حبيب في مدينة اللاذقية، في عام 1976.   حاصل على: -دكتوراه في الفنون الجميلة – قسم التصوير- جامعة دمشق  2015. (عنوان البحث: تطور مفهوم الرسوم الفنية إلى الكتابة الصورية في الحضارات الرافدية القديمة وتوظيفها في اللوحة التصويرية). -ماجستير في إدارة الأعمال- الجامعة الافتراضية السورية  2014. (عنوان البحث: أثر الصورة البصرية على القيمة المدركة للإعلان). -ماجستير في الفنون الجميلة- قسم التصوير- جامعة دمشق  2009 (عنوان البحث: الرسوم الجدارية في الفن السوري القديم 11000-3000 عام ق.م). -دبلوم التأهيل التربوي- كلية التربية- جامعة دمشق  2002. -إجازة في الفنون الجميلة- قسم التصوير- جامعة دمشق   2000. له من المؤلفات والابحاث: -(مفهوم التجريد في الفن القديم)بحث مقدم لمجلة جامعة دمشق للعللوم الهندسية 2015 -(تطور مفهوم الصورة الفنية)بحث مقدم لمجلة جامعة دمشق للعلوم الهندسية 2015 -(الانسان كرمز في رسوم ما قبل التاريخ)بحث مقدم لمجلة جامعة دمشق للعل...

فنتشكيليfantashkili: سلفادور دالي العبقري المجنون الذي خلّد الزمن الذائب|Les Beaux-Arts

مثلما يقترن اسم شكسبير بـ”هاملت”، وجيمس جويس بـ"يوليسيس" وماركيز بـ”مئة عام من العزلة” فإن اسم سلفادور دالي يكاد يتماهى بلوحة “إصرار الذاكرة” التي أنجزها عام 1931 ، وذاع صيتها بين محبّي الفن التشكيلي ومريديه. وسوف يُكتب لها البقاء طويلا في الذاكرة الجمعية لأنها تعالج هاجسا إنسانيا يتجدّد على مرّ الزمان. لوحة “إصرار الذاكرة” تمثل العمل الفني الأكثر هيمنة في تجربة سلفادور دالي الإبداعية ليس من جهة غرابته فحسب، وإنما من جهة توظيفه للعالم السريالي أو “الفوق واقعي” الذي ينزاح من لا وعيه أو لا شعوره، حينما يغفل الحارس غير الأمين الذي يُفترض أن يكون يقظا عند البوابة التي تفصل الوعي عن اللاوعي أو الشعور عن اللاشعور، فتتسرّب الصور الفنتازية الغريبة التي يندر أن تجد لها مثيلا على أرض الواقع الذي نعيشه ونتمثلّه كل يوم. لا بدّ من الإشارة إلى أن دالي كان طفلا مدللا لا تعوزه المادة ولا ينقصه الثراء، وكان يتردّد كثيرا على متحف “ديل برادو” ويتأمل طويلا أعمال فلاسكيز وغويا وسواهما من الفنانين الكبار، وحينما يعود إلى منزله كان يستغرق في رسم أعمال تكعيبية أثارت اهتمام الناس من حوله....

فنتشكيليfantashkili: الياس زيّات رائد من رواد الحداثة التشكيليّة السوريّة "نبذة"

  ولد التشكيليّ الياس زيّات في دمشق، سورية لعام 1935. 1960ـ تخرج من أكاديمية الفنون الجميلة في صوفيا ـ بلغاريا / قسم التصوير الزيتي. 1961ـ دراسات إضافية بكلية الفنون الجميلة في القاهرة. 1974ـ دراسات إضافية في أكاديمية الفنون الجميلة وفي متحف الفنون التطبيقية في بودابست. درّس في المعهد العالي للفنون الجميلة بدمشق. درّس في كلية الفنون الجميلة بدمشق ما بين عامي 1980 ـ 2000.  درّس في صوفيا تقانة الفن الأيقوني والترميم. وكما شغل عدة مناصب في كلية الفنون الجميلة من بينها رئيس قسم الفنون والوكيل العلمي للكلية. أعماله مقتناة من قبل وزارة الثقافة السوريّة،  المتحف الوطني بدمشق، متحف دمّر، القصر  الجمهوري، وزارة الخارجية، معهد العالم  العربي بباريس، وضمن مجموعات خاصة. تحيّة مودّة واحترام من فنتشكيليfantashkili للفنان الياس زيّات فنتشكيليfantashkili *وديع عطفة*

فنتشكيليfantashkili: لؤي كيالي فنان عاش مرتين ومات مرتين.

ثمّة طبائع تجعل الفنّان ومعه الفيلسوف رجلًا خارج المألوف، لا بهيئته وسمْته فقط، لكن أيضًا وخصوصًا بطويّته النافرة القلقة كما بصمته أو هذره، وبأرقه ومصاحبته لليل، وبموته المأساوي أو المبكر.  في الحديث عن هذه المصائر المتكسّرة، تحضر الحياة المرتجّة للؤي كيالي. وجد كيالي ميتًا في غرفته حرقًا؛ في تلك الليلة من سبتمبر/أيلول 1978، أخذ النوم لؤي كيالي في وحدته المعتادة، لم تكن بين أحضانه رفيقة حياة كي تنزع السيجارة الملتهبة من بيد أصابعه، ولا لكي تهدّئ من روع بواطنه الفوّارة. صانع المكانس  انتشرتْ النار في جسده الملتهب سلفًا بحرقة الأسئلة الوجودية وبالكآبة القاتلة. في المستشفى لم يمهلْه الموت أكثر من ثلاثة أشهر. ولأن عائلته كانت دومًا وراء اتهامه بالجنون، ووراء إدخاله مستشفيات الأمراض العقلية والعصبية، فقد سرت الإشاعة أن الفنان المتقلّب المزاج و"الغريب الأطوار" قد انتحر. والحال أنه أكّد لأصدقائه القلّة المقربين أنه لم يقدم أبدًا على الانتحار.   ربما كانت في لاوعيه تلك الرغبة، التي عشّشت في بواطنه من غير أن يكون قادرًا على اقتلاعها. بيد أن...

فنتشكيليfantashkili: مائيّات عماد جروا.

الفنان التشكيلي عماد جروا من أعماله: (1) (2) (3) (4) (5) تحيّة للفنان عماد جروا من موقع فنتشكيليfantashkili *وديع عطفة*

فنتشكيليfantashkili: الفنان التشكيلي السوري نزار الحطّاب.

  يصعبُ على اي مؤرخ ان يضع خطوط عريضة عن الفن التشكيلي في حلب دون الاشارة الى الفنان نزار حطاب. وكيف يشرح المؤرخ عن فصول الحداثة والتطور التشكيلي في مدينة الشهباء ان لم يقف عند مراحل الفنان حطاب. لقد ابتعد عن الطبيعة ليجعل من لوحاته عملية تحليل اجتماعي, كي يجعل من تصميماته عمليات التحليل الفكري ويتبعها بطابع الاحساس الملتزم, واقعي في المشاعر الروحية, يُنضج لوحات بالوان فوبية, ويكسيها بإحساس تعبيري, ويقدمها بإطار الرمزية.. له حوار ذاتي بين الوجوه وبين الفكرة. بين الظاهر وبين الداخل. حوار يحمل مظاهر الاسى ولم يجد جواب مريح. فيعود ليُعلل نفسه في أمال بعيدة المدى. صوت الكمنجة لا يصل لكل من يرغب, لأنه يعرف ان صوت الطبول لاتسمح بأن تتمتع الارواح بصوت البلابل.  الفنان نزار لم يخشى صعوبات المجهول, ولم يخشى اي عائق في اختيار انواع الحداثة, ولهذا لكل لوحة من منجزات الفنان تحكي عن قصة مختلفة, والبعض منها تُعبر عن مسرحيات فيها من الفرح والامل, واخرى فيها من المأساة والالم, . لوحات لم تفقد ملامح التحكم على الهيكل والمضمون. ايضا لم تنسى منجزاته حوادث الالم المجاور, ومشاعر المظاه...

فنتشكيليfantashkili: سعيد تحسين، الأستاذ الذي اختصر الألم والفرح باللون|Les Beaux-Arts

ما من مراجع تقف حقيقةً على سيرة سعيد تحسين ، باستثناء 2500 لوحة تركها لنا تناثرت في أرجاء العالم، وبالكاد يمكننا أن نشاهد العشرات من أعماله في الوقت الحاضر، وهي خسارة كبيرة أنّ صور عن هذه الأعمال ليست موجودة لدينا، وهذا ما أسميه ضياع الكنز. الأعمال المتبقية، تعطي صورة قوية وواضحة عن فنان منحته الحياة جذوة الفن، فكانت اللوحة التي صورت الألم والفرح وتفاصيل الحياة الشعبية والسياسية الوطنية والقومية، فهو لم يكن عبر الرسم يتسلى برسم المنظر كحال العديد غيره ممن عاصروه ولم يكن ممن شغله أن يشار إليه بصفة فنان، وهذا نراه يتجسد في أعماله وغزارة إنتاجه الثري والنوعي، كما يتجلى بمقدرته الفذة على رسم التفاصيل والحشود، ولنا أن نتذكر بدايات تعلمه الرسم في سوق الحرير على أيدي العارفين بفن الرسم آنذاك ومدى ضرورة امتلاك الحرفة ولو بفطريتها، ما جعله يرى في قماش اللوحة لاحقاً مساحة ليس لإشغالها باللون بقدر ما كانت هذه المساحات مشغولة بفلسفة ووعي، فشغلته قضايا فكرية ووجودية وفلسفية، منها الإيمان والخير والشر والجنة والنار والعدالة وكثير من هذه المفاهيم، فعبّر عنها بالرسم، ولم يكن في يوم تسجيلياً با...

فنتشكيليfantashkili: السريالي زورو متيني: أنا احمل وطني في خيالي وارسمه والأجانب يحسبونني غريباً.

ولد  الفنان السريالي  زورو متيني    عام 1949 في مدينة عامودا في جنوب غرب كردستان ، درس  في اكاديمية الفن عام 1976 ، ومنذ ذلك الوقت لغاية اليوم يعيش في المانيا ، وقد اقام العديد من المعارض في بلاد شتى مثل ( بيروت ، لندن، لوزان، زيورخ، مالمو، مونشن، و برلين)واكمل  دراسته الفنية على يد البرفسور ف. كرزيميك و البرفسور ي.رويتر ، وحول نشاطاته واعماله كتب عنه العديد من الاخبار والمقالات في الصحف  والمجلات الالمانية . ومن الواضح ان الفنان زورو كان محباً للحرية منذ صغره ، وكان يريد ان يطلق العنان لخياله ، ويعرف شخصيته في عالم فانتازي مختلف، احوال المجتمع الديني والسياسي دفعوه الى استعمال الحوادث الحقيقية ، في حياته مثل رموز لعالمه الخيالي ، مثل الدادائية والسريالية ، وكان يرغب في خلق فجوه بينه وبين الحقيقة ، من اجل هذا ظهر تأثير الفن السريالي بشكل جلي في اعماله وحتى على شخصيته التي اصبحت عالمه وهويته، زورو المبتسم وخفيف الدم،  تجاربه عالم سيريالي، قسمها ما بين الدراما والموسيقا واللوحات الفنية . ويعرض تلك الاقسام جميعاً في معرض...