أجمل لوحاته والتي تعدّ الأهم؛ موجودة في القصر الجمهوري بدمشق، تصوّر معركة حطين حيث عمد إلى تصوير مظاهر الفرح والنصر، من خلال مئات الخيول والفرسان الذين غمرتهم نشوة الانتصار، وهي اللوحة التي أنهى تفاصيلها الفنان زهير صبان وقام بترميمها الفنان رشاد قصيباتي، إذ توفي رائد الفن التشكيلي السوري توفيق طارق دون أن تكتمل بريشته.
يعتبر توفيق طارق الرسام والمعمار -كما كان يحلو له أن يلقب- من أوائل الفنانين الذين رسخوا دعائم الفن السوري، ولد في العام 1875، التحق بالمدرسة الرشيدية العسكرية بعد انتهاء دراسته الإعدادية، التي تركها واتجه إلى باريس، حيث التحق بالمدرسة الطبوغرافية، ودرس الفن دراسة خاصة،
في العام 1901 عاد إلى دمشق، حيث أهّلته دراسته الهندسية لتصميم شارع النصر بدمشق، ومبنى وزارة السياحة، المعارف سابقاً، كما قام بترميم فسيفساء الجامع الأموي وأشرف على ترميم عدد من المآذن الدمشقية القديمة،
بينما أمضى أوقاته الخاصة في رسم الوجوه. أُرسل إلى قناة السويس للخدمة ضمن فرقة الهندسة العسكرية، واعتقاله من قبل القوات الإنكليزية في فلسطين أتاح له لقاء التشكيلي الرائد ميشيل كرشة، ليتشارك معه فيما بعد والزنبركجي في أول معرض للفنون التشكيلية في سورية في العام 1926، شارك في ولادة مجلة المضحك المبكي من خلال رسم أغلفة أعدادها الخمسة الأولى، شغل منصب رئيس المهندسين في عهد الانتداب، وعمل في تدريس الرسم في فترة الاستقلال، عين عضواً في المجمع العلمي العربي بدمشق،
ومستشاراً في وزارة الأوقاف، وأسّس مع آخرين نادي الفنون في سوق ساروجة، عمل في بيروت لفترة من الزمن وتتلمذ على يديه عدد من رواد التشكيل الأوائل مثل زهير صبان، أنور علي أرناؤوط، خالد العسلي.. وسواهم. تناول في أعماله الكثير من المواضيع، فرسم الطبيعة ووثق لرحلات الحج، بينما كرّس أغلب فنه لتخليد مظاهر الحياة والأحداث الوطنية الهامة والتراث، تميّزت في بداياتها بروح كلاسيكية واقعية، معتمداً أسلوب العين التي تلتقط واليد الخبيرة في التسجيل، بينما انتقل إلى الانطباعية في المراحل الأخيرة من تجربته الفنية.
أعماله مقتناة في وزارة الثقافة، المتحف الوطني بدمشق وفي القصر الجمهوري، وأيضاً ضمن مجموعات خاصة في سورية ولبنان وإيران وفلسطين، بينما ظهرت بعض أعماله في متحف الفنون البدائية في باريس في ثمانينيات القرن الماضي، توفي في العام 1940.
فنتشكيليfantashkili
نُشِرَ هذا المقال في صحيفة
البعث
الكاتب: بشرى الحكيم
تقدمة: فنتشكيليfantashkili
وديع عطفة
تعليقات
إرسال تعليق