التخطي إلى المحتوى الرئيسي

فنتشكيليfantashkili: ناظم الجعفري...الفن عالمه والعزلة عشقه.



يعتبر الفنان التشكيلي السوري 
ناظم الجعفري 
شيخ المصورين السوريين، فهو الأقدم عمراً وتجربةً بين الذين لا زالوا على قيد الحياة. اتخذ من الفن عالماً حميماً، ومدّ به ومن خلاله، الجسور إلى الحياة التي حماها وصانها، بعزلة طويلة تجاوز عمرها نصف قرن من الزمن،
‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏
قبل أن يخرج إلى الناس بمعرض صغير أقامه في متحف دمشق الوطني (أبريل/ نيسان 2005) لأيام معدودة، اختفى بعدها ليشاع أنه غادر إلى الولايات المتحدة، وأنه باع كامل نتاجه الفني الذي تجاوز سبعة آلاف لوحة ورسمة، لأحد مسوقي الفن التشكيلي في بيروت، وكان قبل إقدامه على ذلك، عرض على وزير الثقافة السوري الأسبق، التبرع بهذا النتاج الضخم للدولة، شريطة أن يأخذ طريقه إلى متحف خاص يحمل اسمه، لكن الفنان الجعفري ظهر يوم 27/6/2012 مكرماً في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق، بمناسبة نيله جائزة الدولة التقديريّة التي أحدثت مؤخراً في سورية، وقد حصل عليها إلى جانب الجعفري الشاعر فايز خضور والناقد حنا عبود.‏‏
تحيط بحياة الفنان ناظم الجعفري التي عاشها بعزلة اختياريّة، وغموض مثير، جملة من الأسرار، ظلت حتى اليوم، دون توضيح لملابساتها، والأسباب التي كانت وراءها، ومن ثم عودته إليها، عقب الظهور القصير والخاطف له ولبعض أعماله؟!‏‏
‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏
ولد الفنان الجعفري في دمشق العام 1918. سافر على حسابه الخاص إلى القاهرة عام 1943 لدراسة فن التصوير الزيتي في كلية الفنون الجميلة التي أنهاها العام 1947 على أيدي رواد هذا الفن في مصر أمثال: أحمد صبري ويوسف كامل. عمل الجعفري في تدريس مادة التربية الفنيّة في ثانويات ومعاهد دمشق، وكان الفنان السوري الوحيد بين مجموعة الفنانين التشكيليين المصريين الذين أسسوا كلية الفنون الجميلة في جامعة دمشق العام 1960، وكانت يومها معهداً عالياً يتبع وزارة التربية تحوّل العام 1963 إلى إحدى كليات جامعة دمشق. قام بتدريس مقرر التصوير الزيتي فيها حتى ما بعد ستينيات القرن الماضي، انسحب بعدها من التدريس والعرض وممارسة النشاطات الاجتماعيّة والفنيّة المختلفة، حتى جاء معرضه العام 2005 ضاماً شريحة متواضعة من إنتاجه الغزير الذي تجاوز (كما صرح لنا) الخمسة آلاف لوحة، جلها مكرس لموضوعات دمشق القديمة: عمارةً وناساً وطبيعةً وعادات وتقاليد وحِرف وصناعات تقليديّة ومظاهر شعبيّة مختلفة، وجميعها قام بإنجازها في أرض الواقع، أي دون الاتكاء أو الاستعانة بالصور الضوئيّة وأجهزة الإسقاط، كما يفعل غالبية الفنانين التشكيليين اليوم.‏‏

كلاسيكية فنية‏‏
لا يقر الفنان الجعفري بالانتماء إلى أي اتجاه، أو مدرسة فنيّة، ولا يؤمن بالتجلي الفني، مع ذلك تقدمه لوحاته فناناً كلاسيكياً واقعياً انطباعياً، ولوحته بشكل عام، ثرة الألوان، متوافقة ومنسجمة رسماً ولوناً ومضموناً، وهو متمكن من النسب الواقعيّة السليمة والصحيحة في الطبيعة والعمارة والإنسان، وتتفرد في هذا السياق لوحاته الوجهيّة (البورتريه) التي يضمنها حالة تعبيريّة عميقة، وقدرة لافتة على التقاط الملامح والشبه، وعلى التعامل مع العجينة اللونيّة، حيث يبني معمار لوحته بلمسة لونيّة رهيفة وشفيفة وفائقة الانسجام. فهي مرصوفة في مكانها الصحيح، وبالدرجة والإيقاع السليمين، ما ينم عن الموهبة الأصيلة والحقيقيّة التي يمتلكها الفنان ناظم الجعفري، والخبرة الكبيرة والعميقة التي أوت إلى أنامله، وسكنت ريشته، بفعل الدراسة الأكاديميّة،‏‏
‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏
والانكباب المجتهد والمتواصل، على ممارسة الفن الذي أصبح جزءاً من حياته اليوميّة، بل ومظهراً أساساً من مظاهرها، فهو يمارسه في كل وقت، وكل مكان، إذا ما ألحت عليه الحالة الإبداعيّة، وتوفرت ظروف اجتراحها.‏‏

ريادة‏‏
يُصنف الفنان الجعفري ضمن جيل الرواد الأوائل في التشكيل السوري المعاصر. وهب حياته للفن، وعاشه بطريقته الخاصة التي اتسمت بالعزلة، والحدة، والتمرد، والتواري عن الضوء الاجتماعي والإعلامي. يحمل الفنان الجعفري حساسية ومزاجية عالية، أشعرتنا ونحن نحاوره، بأننا نسير في حقل ألغام، إذ لا يمكن التكهن متى يتعكر مزاجه، وينفجر غضبه!‏‏
من جانب آخر يُعتبر الفنان الجعفري من أغزر الفنانين التشكيليين السوريين إنتاجاً وإخلاصاً لهذا الإنتاج. فقد عزف عن بيع لوحاته أو إهدائها، ورفض طلبات تنفيذ لوحات خاصة للراغبين. كما رفض بيع أو إهداء اللوحات الخاصة التي كان قد نفذها لشخصيات سياسيّة وإجتماعيّة وثقافيّة معروفة في المجتمع السوري. اتسمت حياة هذا الفنان بالنفور، والانعزال، والعند، والعشق المدنف للفن ولدمشق التي قام بمسح أبرز وأهم معالمها الحضاريّة والإنسانيّة، بلوحة نقية وجميلة، اجترحها في أرض الواقع، مباشرةً فوق بياض اللوحة، أي أنه لا يمهد لها بالدراسات السريعة (الاسكتشات)، وإنما يقوم بتنفيذها مباشرة بالألوان، في أرض الواقع وعن الواقع.‏‏
‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏
توثيق دمشق‏‏
يعتقد الفنان الجعفري أنه لا يوجد فنان في العالم قام بالتوثيق لمدينة من المدن كما فعل هو مع دمشق التي وثق لمعالمها المختلفة (لا سيما الأثريّة التي زال معظمها أو يكاد يدخل زمن الغياب) بآلاف الدراسات واللوحات، مستخدماً في معالجتها، شتى تقانات الرسم والتصوير كالأحبار والألوان السائلة والألوان الزيتيّة التي يراها أكثر ديمومة وثباتاً من باقي التقانات اللونيّة المستخدمة في هذا المجال. وهاجس التوثيق للمدن ومعالمها البارزة بالرسم، ألح عليه ورافقه حتى أثناء زياراته لعدد من المدن في إيطاليا والبرازيل والولايات المتحدة. وهو لا يقوم بعملية رصد وتوثيق تسجيليّة جامدة، للمعالم التي يرسمها، وإنما يتعاطى مع موضوعات لوحاته، وأدوات التعبير عنها، بكثير من التوهج والصدق والعمق الذي يتجاوز النظرة السطحيّة السياحيّة العابرة، ليطول روح المكان وعناصره المرسومة، حيث يضمنها موقفه ورؤيته وتفاعله معها معجوناً بالأحاسيس والمشاعر التي تتملكه لحظة قيامه باجتراح فعل الفن، في أرض الواقع، والتي يُوّلدها معمار المكان وحركة الناس وأصواتهم، وحالة الطقس أثناء الرسم. بمعنى أنه ينفعل ويتفاعل مع الموضوع وما يحيط به من مؤثرات طبيعيّة، أثناء قيامه بفعل الرسم، وتضمين كل هذه المؤثرات الخطوط والألوان وزاوية الرؤية و القطع وطريقة المعالجة.‏‏
لا يصنف الفنان الجعفري نفسه في أيٍ من الاتجاهات والمدارس الفنيّة، ولا يقصر لوحته على موضوع واحد، بل يترك الموضوع هو الذي يفرض نفسه عليه، لذلك تنوعت وتعددت مضامين لوحته لتشمل الإنسان، والوجه، والطبيعة، والطبيعة الصامتة، والعمارة القديمة، والعاري، وغيرها من الموضوعات التي كانت ولا تزال لصيقة بفن الرسم والتصوير.‏‏
‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏
عالج الجعفري أعماله، بتقانات الرسم والتصوير كافة، لكنه حصر غالبيتها بتقنية الألوان الزيتيّة الأقدر على البقاء والاستمرار والصمود، أكثر من التقانات الأخرى.‏‏
رغم غزارة إنتاجه، فهو لم يبعه أو يهديه، الأمر الذي راكم لديه ما يكفي لتغطية ثلاثة متاحف دفعة واحدة، غير أن ما أشيع مؤخراً، قيام متسوق أعمال فنيّة لبناني، بشراء كامل هذا الإنتاج!!‏‏



نسيج فريد‏‏
يتحدث غالبية زملاء الفنان الجعفري والقريبين منه، عن شخصيته الملتبسة، المثيرة للجدل، والغامضة. فهو كما يقولون، مصاب بداء العظمة، والإحساس بالتفرد، والتفوق، وأنه نسيج وحده في التشكيل السوري والعربي، وحتى العالمي. وقد لمسنا هذه النزعة لديه، في حوار مطول أجريناه معه العام 2005 بمناسبة إقامة معرضه الفردي المتواضع، الذي أعقب خروجه السريع من عزلته الطويلة. حيث أكد أن أهم ما يميزه هو صدقه وإخلاصه لفنه، ودقته في رسم الأشياء، وغوصه بعيداً في الموضوع الذي يرسمه للوصول إلى جوهره الحقيقي. والجمال بالنسبة إليه واحد، موجود في الإنسان والطبيعة والعمارة والأشياء كافة. وهو بهذه الخاصيّة، يلتقي (كما يقول) مع الفنان الإيطالي الشهير (ليوناردو دافنشي) الذي أمضى أربع سنوات حتى توصل إلى جوهر موضوع لوحته المعروفة (الجوكندا) أو (الموناليزا) وبالتالي إنجازها بشكلها النهائي، ولأنه كان شديد التوحد مع موضوعها وضع فيها جملة من الأسرار التي لا تزال عصيّة على التفسير حتى وقتنا الحالي.‏‏




هذه الخصيصة الدافنشيّة، قام الفنان الجعفري (كما يقول) بتمثلها وتحقيقها في غالبية اللوحات الوجهيّة (البورتريهات) التي نفذها، ذلك لأن موضوع الوجه تحديداً يوفر للفنان التوحد والتماهي مع المرسوم فيها، أي يتداخل فيها الراسم بالمرسوم، خصوصاً في حالة النقل المباشر عن الأنموذج (الموديل).‏‏
ويرى الجعفري أن بإمكان الفنان الحقيقي استشراف المستقبل، وهو شخصياً بشّر بقيام الوحدة بين مصر وسوريّة، في لوحة زيتيّة قياسها 3000×200 سم أنجزها العام 1956. أي قبل قيامها بسنتين.‏‏
‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏
الجوهر‏‏
يسعى الفنان الجعفري إلى رصد الجمال الحقيقي البعيد عن القشور والتزاويق الفارغة ونقله إلى لوحته. فما يهمه هو المضمون وليس الشكل في الإنسان، ولا يحسب حساباً لما تحتاجه اللوحة من وقت وجهد ومال لإنجازها، وإنما يمنحها كل ما يلزمها، وبعيداً عن أي نوع من التساهل أو الاستسهال، لأنه في النهاية هو من ينجز العمل الفني وهو من يشتريه، أي تنتفي المضاربة من هذه المعادلة، وهي تبدأ عنده بالخط (الرسم) وتنتهي باللون. الرسم أساس فيها، كما اللون. أي لا يمكن الفصل بين (الرسام) وبين (الملوّن) في شخصية الفنان التشكيلي، الذي يجب عليه أن يتملك الناصتين معاً ليكون فناناً ناجحاً.‏‏

فنتشكيليfantashkili

نُشِر هذا المقال في صحيفة
الثورة

بقلم: د.محمود شاهين

تقدمة: فنتشكيليfantashkili

وديع عطفة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

فنتشكيليfantashkili: الوجوديّة في أعمال التشكيلي سامر اسماعيل "نبذة"

ولد الفنان التشكيلي سامر اسماعيل في مدينة مصياف عام 1966. ـ عضو نادي التصوير الضوئي ـ عضو اتحاد التشكيليين السوريين . يكتب   في مجال النقد التشكيلي والصورة ،وله العديد من المقالات والأبحاث المنشورة في الصحافة المحلية والعربية.   صدر له: كتاب  (1)بقع لونية طباعة لونية(1) معارض فردية : 2010  معرض الخريف السنوي لفناني القطر. 2010 معرض  في /ناي آرت كافيه في اللاذقية. 2008 معرض فردي في صالة الخانجي في حلب. 2007 معرض فردي في المركز الثقافي العربي في مدريد. 2006 – معرض فردي في صالة عالبال في دمشق. 2004 – معرض فردي في صالة كاريزما في الكويت. 2003 – معرض فردي في الكادي هارس في اسبانيا. 2001 – معرض فردي في مدينة ليون ، فرنسا برعاية بلدية ليون. 1999 – معرض فردي ، لوحات بالابيض والاسود مستمد من قصائد الشاعر الراحل رياض الصالح الحسين. 1993 – معرض فردي في صالة الخانجي في حلب. 1991 – معرض فردي في صالة شيزر حماه. 1990 – معرض فردي في المركز الثقافي العربي في مصياف. 1986 . معرض في المركز الثقافي العربي في مص...

فنتشكيليfantashkili: الفنان التشكيلي غطفان حبيب "نبذة"

الفنان السوري غطفان حبيب ولد الفنان التشكيلي غطفان حبيب في مدينة اللاذقية، في عام 1976.   حاصل على: -دكتوراه في الفنون الجميلة – قسم التصوير- جامعة دمشق  2015. (عنوان البحث: تطور مفهوم الرسوم الفنية إلى الكتابة الصورية في الحضارات الرافدية القديمة وتوظيفها في اللوحة التصويرية). -ماجستير في إدارة الأعمال- الجامعة الافتراضية السورية  2014. (عنوان البحث: أثر الصورة البصرية على القيمة المدركة للإعلان). -ماجستير في الفنون الجميلة- قسم التصوير- جامعة دمشق  2009 (عنوان البحث: الرسوم الجدارية في الفن السوري القديم 11000-3000 عام ق.م). -دبلوم التأهيل التربوي- كلية التربية- جامعة دمشق  2002. -إجازة في الفنون الجميلة- قسم التصوير- جامعة دمشق   2000. له من المؤلفات والابحاث: -(مفهوم التجريد في الفن القديم)بحث مقدم لمجلة جامعة دمشق للعللوم الهندسية 2015 -(تطور مفهوم الصورة الفنية)بحث مقدم لمجلة جامعة دمشق للعلوم الهندسية 2015 -(الانسان كرمز في رسوم ما قبل التاريخ)بحث مقدم لمجلة جامعة دمشق للعل...

فنتشكيليfantashkili: سلفادور دالي العبقري المجنون الذي خلّد الزمن الذائب|Les Beaux-Arts

مثلما يقترن اسم شكسبير بـ”هاملت”، وجيمس جويس بـ"يوليسيس" وماركيز بـ”مئة عام من العزلة” فإن اسم سلفادور دالي يكاد يتماهى بلوحة “إصرار الذاكرة” التي أنجزها عام 1931 ، وذاع صيتها بين محبّي الفن التشكيلي ومريديه. وسوف يُكتب لها البقاء طويلا في الذاكرة الجمعية لأنها تعالج هاجسا إنسانيا يتجدّد على مرّ الزمان. لوحة “إصرار الذاكرة” تمثل العمل الفني الأكثر هيمنة في تجربة سلفادور دالي الإبداعية ليس من جهة غرابته فحسب، وإنما من جهة توظيفه للعالم السريالي أو “الفوق واقعي” الذي ينزاح من لا وعيه أو لا شعوره، حينما يغفل الحارس غير الأمين الذي يُفترض أن يكون يقظا عند البوابة التي تفصل الوعي عن اللاوعي أو الشعور عن اللاشعور، فتتسرّب الصور الفنتازية الغريبة التي يندر أن تجد لها مثيلا على أرض الواقع الذي نعيشه ونتمثلّه كل يوم. لا بدّ من الإشارة إلى أن دالي كان طفلا مدللا لا تعوزه المادة ولا ينقصه الثراء، وكان يتردّد كثيرا على متحف “ديل برادو” ويتأمل طويلا أعمال فلاسكيز وغويا وسواهما من الفنانين الكبار، وحينما يعود إلى منزله كان يستغرق في رسم أعمال تكعيبية أثارت اهتمام الناس من حوله....

فنتشكيليfantashkili: الياس زيّات رائد من رواد الحداثة التشكيليّة السوريّة "نبذة"

  ولد التشكيليّ الياس زيّات في دمشق، سورية لعام 1935. 1960ـ تخرج من أكاديمية الفنون الجميلة في صوفيا ـ بلغاريا / قسم التصوير الزيتي. 1961ـ دراسات إضافية بكلية الفنون الجميلة في القاهرة. 1974ـ دراسات إضافية في أكاديمية الفنون الجميلة وفي متحف الفنون التطبيقية في بودابست. درّس في المعهد العالي للفنون الجميلة بدمشق. درّس في كلية الفنون الجميلة بدمشق ما بين عامي 1980 ـ 2000.  درّس في صوفيا تقانة الفن الأيقوني والترميم. وكما شغل عدة مناصب في كلية الفنون الجميلة من بينها رئيس قسم الفنون والوكيل العلمي للكلية. أعماله مقتناة من قبل وزارة الثقافة السوريّة،  المتحف الوطني بدمشق، متحف دمّر، القصر  الجمهوري، وزارة الخارجية، معهد العالم  العربي بباريس، وضمن مجموعات خاصة. تحيّة مودّة واحترام من فنتشكيليfantashkili للفنان الياس زيّات فنتشكيليfantashkili *وديع عطفة*

فنتشكيليfantashkili: لؤي كيالي فنان عاش مرتين ومات مرتين.

ثمّة طبائع تجعل الفنّان ومعه الفيلسوف رجلًا خارج المألوف، لا بهيئته وسمْته فقط، لكن أيضًا وخصوصًا بطويّته النافرة القلقة كما بصمته أو هذره، وبأرقه ومصاحبته لليل، وبموته المأساوي أو المبكر.  في الحديث عن هذه المصائر المتكسّرة، تحضر الحياة المرتجّة للؤي كيالي. وجد كيالي ميتًا في غرفته حرقًا؛ في تلك الليلة من سبتمبر/أيلول 1978، أخذ النوم لؤي كيالي في وحدته المعتادة، لم تكن بين أحضانه رفيقة حياة كي تنزع السيجارة الملتهبة من بيد أصابعه، ولا لكي تهدّئ من روع بواطنه الفوّارة. صانع المكانس  انتشرتْ النار في جسده الملتهب سلفًا بحرقة الأسئلة الوجودية وبالكآبة القاتلة. في المستشفى لم يمهلْه الموت أكثر من ثلاثة أشهر. ولأن عائلته كانت دومًا وراء اتهامه بالجنون، ووراء إدخاله مستشفيات الأمراض العقلية والعصبية، فقد سرت الإشاعة أن الفنان المتقلّب المزاج و"الغريب الأطوار" قد انتحر. والحال أنه أكّد لأصدقائه القلّة المقربين أنه لم يقدم أبدًا على الانتحار.   ربما كانت في لاوعيه تلك الرغبة، التي عشّشت في بواطنه من غير أن يكون قادرًا على اقتلاعها. بيد أن...

فنتشكيليfantashkili: مائيّات عماد جروا.

الفنان التشكيلي عماد جروا من أعماله: (1) (2) (3) (4) (5) تحيّة للفنان عماد جروا من موقع فنتشكيليfantashkili *وديع عطفة*

فنتشكيليfantashkili: غسان النعنع يهتم بروحانية الأشياء و يعتمد على خياله (غايته الإنسان كقيمة عليا) | بقلم غازي عانا.

إن علاقة التشكيلي غسان النعنع بلوحته أكثر ما تظهر في اللون وطريقة معالجاته وصياغاته الخاصة به  التي تستقر باتفاق وتناغم مدهش على سطح اللوحة المتصالح مع جميع عناصرها ومقومات نهوضها، وهذا برأيي ما ميـّز تلك التجربة الهامة في التصوير عن غيرها من التجارب الحاضرة والموازية لها هي أيضاً من حيث الأهمية والحضور في المشهد التشكيلي السوري، كما أن علاقة التشكيلي باللون كمصوّر مرتبطة هي أيضاً بالموسيقى، فلا بدّ للمتابع ليوميات التشكيلي في المرسم أن يكتشف تلك العلاقة الجدلية بين ما يصوره وبين ما يسمعه من الموسيقى التي تواكب تطبّقات ألوانه التي تستقر تباعاً على سطح اللوحة بإيقاعاتها وتداخل تلك التونات مع بعضها بفواصل تتقاطع مع النوتة وأشكال الإشارات وأزمنتها في الموسيقى، وهي هنا متباينة نسبياً بحيث نلاحظ توضـّعها بالنهاية على شكل مستويات تجعل المشهد يبدو سديمياً وينزاح باتجاهٍ أقرب إلى الانطباعية وأحياناً إلى الرومانسية دون التخلّي عن الواقعية كإسناد. تعكس لوحة غسان النعنع - المصور المتمكّن من أدواته والمواد التي خبرها جيداً منذ كان طالباً في كلية الفنون الجميلة بدمشق قبل حوال...

فنتشكيليfantashkili: الفنان التشكيلي السوري نزار الحطّاب.

  يصعبُ على اي مؤرخ ان يضع خطوط عريضة عن الفن التشكيلي في حلب دون الاشارة الى الفنان نزار حطاب. وكيف يشرح المؤرخ عن فصول الحداثة والتطور التشكيلي في مدينة الشهباء ان لم يقف عند مراحل الفنان حطاب. لقد ابتعد عن الطبيعة ليجعل من لوحاته عملية تحليل اجتماعي, كي يجعل من تصميماته عمليات التحليل الفكري ويتبعها بطابع الاحساس الملتزم, واقعي في المشاعر الروحية, يُنضج لوحات بالوان فوبية, ويكسيها بإحساس تعبيري, ويقدمها بإطار الرمزية.. له حوار ذاتي بين الوجوه وبين الفكرة. بين الظاهر وبين الداخل. حوار يحمل مظاهر الاسى ولم يجد جواب مريح. فيعود ليُعلل نفسه في أمال بعيدة المدى. صوت الكمنجة لا يصل لكل من يرغب, لأنه يعرف ان صوت الطبول لاتسمح بأن تتمتع الارواح بصوت البلابل.  الفنان نزار لم يخشى صعوبات المجهول, ولم يخشى اي عائق في اختيار انواع الحداثة, ولهذا لكل لوحة من منجزات الفنان تحكي عن قصة مختلفة, والبعض منها تُعبر عن مسرحيات فيها من الفرح والامل, واخرى فيها من المأساة والالم, . لوحات لم تفقد ملامح التحكم على الهيكل والمضمون. ايضا لم تنسى منجزاته حوادث الالم المجاور, ومشاعر المظاه...

فنتشكيليfantashkili: سعيد تحسين، الأستاذ الذي اختصر الألم والفرح باللون|Les Beaux-Arts

ما من مراجع تقف حقيقةً على سيرة سعيد تحسين ، باستثناء 2500 لوحة تركها لنا تناثرت في أرجاء العالم، وبالكاد يمكننا أن نشاهد العشرات من أعماله في الوقت الحاضر، وهي خسارة كبيرة أنّ صور عن هذه الأعمال ليست موجودة لدينا، وهذا ما أسميه ضياع الكنز. الأعمال المتبقية، تعطي صورة قوية وواضحة عن فنان منحته الحياة جذوة الفن، فكانت اللوحة التي صورت الألم والفرح وتفاصيل الحياة الشعبية والسياسية الوطنية والقومية، فهو لم يكن عبر الرسم يتسلى برسم المنظر كحال العديد غيره ممن عاصروه ولم يكن ممن شغله أن يشار إليه بصفة فنان، وهذا نراه يتجسد في أعماله وغزارة إنتاجه الثري والنوعي، كما يتجلى بمقدرته الفذة على رسم التفاصيل والحشود، ولنا أن نتذكر بدايات تعلمه الرسم في سوق الحرير على أيدي العارفين بفن الرسم آنذاك ومدى ضرورة امتلاك الحرفة ولو بفطريتها، ما جعله يرى في قماش اللوحة لاحقاً مساحة ليس لإشغالها باللون بقدر ما كانت هذه المساحات مشغولة بفلسفة ووعي، فشغلته قضايا فكرية ووجودية وفلسفية، منها الإيمان والخير والشر والجنة والنار والعدالة وكثير من هذه المفاهيم، فعبّر عنها بالرسم، ولم يكن في يوم تسجيلياً با...

فنتشكيليfantashkili: السريالي زورو متيني: أنا احمل وطني في خيالي وارسمه والأجانب يحسبونني غريباً.

ولد  الفنان السريالي  زورو متيني    عام 1949 في مدينة عامودا في جنوب غرب كردستان ، درس  في اكاديمية الفن عام 1976 ، ومنذ ذلك الوقت لغاية اليوم يعيش في المانيا ، وقد اقام العديد من المعارض في بلاد شتى مثل ( بيروت ، لندن، لوزان، زيورخ، مالمو، مونشن، و برلين)واكمل  دراسته الفنية على يد البرفسور ف. كرزيميك و البرفسور ي.رويتر ، وحول نشاطاته واعماله كتب عنه العديد من الاخبار والمقالات في الصحف  والمجلات الالمانية . ومن الواضح ان الفنان زورو كان محباً للحرية منذ صغره ، وكان يريد ان يطلق العنان لخياله ، ويعرف شخصيته في عالم فانتازي مختلف، احوال المجتمع الديني والسياسي دفعوه الى استعمال الحوادث الحقيقية ، في حياته مثل رموز لعالمه الخيالي ، مثل الدادائية والسريالية ، وكان يرغب في خلق فجوه بينه وبين الحقيقة ، من اجل هذا ظهر تأثير الفن السريالي بشكل جلي في اعماله وحتى على شخصيته التي اصبحت عالمه وهويته، زورو المبتسم وخفيف الدم،  تجاربه عالم سيريالي، قسمها ما بين الدراما والموسيقا واللوحات الفنية . ويعرض تلك الاقسام جميعاً في معرض...